الصدقة كثيرٌ من الأشخاص يمتنعون عن تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين، وللأهل والقرابة بحجّة أنّ ذلك الأمر يُنقِص من أموالهم، ولزعمهم أنّ ما جمعوه من مال لم يأت بسهولة وراحة بال، فقد لاقوا ما لاقوا من الصعاب والمشقّات لتحصيله، وبالتالي فهم أولى بهذا المال، وليس لأحد الحقّ بأخذ جزء منه بهذه السهولة، ورأيهم هذا ينمّ عن قلة إدراك ومعرفة واطّلاع على ما جاء به ديننا العظيم، وعن عظم فضل الصدقة وفوائدها التي تعود على مؤدّيها فضلاً عن أخذها ومستحقها.
وردت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقة وفضلها ما يشرح الصدر ويبهج النفس، ويُعطي حافزاً للنّفس بالإسراع والإقدام دون خوف ولا وجل إلى تقديم الصدقات والفوز بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ولتحصيل الثواب لا بُدّ من أن تكون الصدقة من المال الحلال الطيب، وأن تكون خالصةً لوجه الله تعالى، وليس فخراً وتعالياً أمام الناس، وابتغاء السمعة والشهرة، وإلحاق المنّ والأذى بمن تصدّق عليهم؛ إذ بهذا يذهب العمل هباءً منثوراً بلا أجر ولا ثواب، وأفضل الصدقة ما كان سراً؛ حيث تَجتمع النيّة الطيّبة والإخلاص لله تعالى وابتغاء وجهه الكريم لا غير.
فوائد الصدقة تعود الصدقة على صاحبها بالخير والأجر العظيم في دنياه وآخرته، ومن فوائد الصدقة:
- تنمّي المال وتكثّره وتزيد من بركته، ولا تنقص منه شيئاً، فما نقص مال من صدقة.
- صدقة السر تطفِئ غضب الله سبحانه وتعالى، فيجب المبادرة فوراً عند الوقوع بخطأ ما أو معصية إلى التوبة وإلحاقها بتقديم الصدقة لإرضاء الله عزّ وجل، ففيها تكفير للخطايا والذنوب.
- الصدقة برهان على صدق المرء وإيمانه.
- يقف صاحب الصدقة يوم القيامة حيث الحر الشديد والغرق بالعرق، والعذاب الأليم والفزع الأكبر في ظلٍّ وفيء.
- صاحب الصدقة يظلّه الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو هانئ النفس ومرتاح البال في سعادة عظيمة.
- كَشف البلاء ورفعه عن مؤديها، ودفع المكاره ومصارع السوء.
- التقرّب من الله عزّ وجل، والشعور بمحبّته وأنسه.
- الشفاء من الأمراض والأسقام والأوجاع؛ فصاحب الصدقة جسده معافىً، ومن كان به مرض وتُصدِّق عنه بنية الشفاء فسيشفيه الله تعالى بقدرته؛ فقد قال رسولنا الكريم: (داووا مرضاكم بالصدقات).
- تعويد النفس على البذل والعطاء، والتخلّص من صفة البخل والشح الذميمتين.
- تحصيل الثواب والأجر العظيم من الله تعالى، ومضاعفة الحسنات أضعافاً كثيرة.
- دعاء الملائكة للمتصدّق بأن يخلف الله عليه نفقته.
- وقوع الصدقة بيد الله عزّ وجل فينمّيها له.
- شعور آخذ الصدقة بالفرح العظيم وتفريج الكرب، ودعائه الله عزّ وجل للمتصدق.
- تيسير الأمور وتفريج الكروب؛ فهي بمثابة المفتاح لكل باب مغلق بفضل الله وكرمه.
- الحماية من النار وعذابها في الآخرة.
- دخول صاحبها الجنة برحمة الله عزّ وجل، وهناك في الجنة باب خاص يُدعى باب الصدقة يدخل منه أصحاب الصدقات.
- الصدقة الجارية ينتفع صاحبها بها حتى بعد موته، ويستمرّ فضلها وأثرها.